السبت، 3 سبتمبر 2016

الفلسفة و الحياة

الفلسفة والحياة

الفلسفة في الأصل فعل مبني على التأمل يأتي بعده التحليل والنقد ثم الاستنتاج، وهي لا تقتصر على جانب واحد، بل تشغل حياة الإنسان برُمتها، فالفلسفة في فعلها الفكري ملازمة لحياة الإنسان الفردية و الاجتماعية والإنسانية. يقول الفارابي في تعريف "فيلا صوفيا" لغةً: أنها كلمة مشتقة من اللغة اليونانية مكوّنة من شقين "فيلا" و تعني الإيثار، "صوفيا" وتعني الحكمة، ويعود أصل أول استخدام لكلمة فيلسوف بمعناها (محب الحكمة) أو (الحكيم) إلى الفيلسوف فيثاغورس. وفي الاصطلاح ذهب كل فيلسوف في التعريف حسب مذهبه.
 وبالرغم من أن الفلسفة ضرورة عصرية في المناهج العلمية إلا مازال هناك جهل بأصولها و منهاجها بل أن البعض يراها لا تساوي علم اليقين. يقول الدكتور جيلالي بوبكر في فيلوبرس مجلة الفلسفة والإبداع أن الفلسفة تنمي القدرة على المشكلة و البرهنة، كما تنمي القدرة على القراءة والفهم والتعبير والاستدلال الصحيح، بالتالي يستطيع الشخص النقد وإصدار الأحكام واتخاذ المواقف، وهي ترفع من مستوى وعي المتعلم لذاته ومحيطه.
و هذه الأيام نرى أن الإيمان والعقل أو (الدين والفلسفة)  واقعتان تحت صراع فكري يزداد حدةً بازدياد التيارات المتحيزة لأحد الشقين، بالرغم من أنَّ هناك ثمانية عشر موضعاً في القرآن الكريم حثَّ فيها الله سبحانه وتعالى إلى التفكّر و التأمل- واللذان هما أصل الفلسفة كما ذكرت آنفاً- في صِيغ و مواضع مختلفة.  
وعليه أقول أنها دعوة ألهيه إلى تجريد الفكر والغوص بالخيال وتصوّر الأبعاد الكونية وغيرها بزوايا مختلفة، ولو لم يكن للتفكّر ما يعود بالنفع على الإنسان لما حثنا الله سبحانه وتعالى عليه.
 و كما قال الشاعر:
وفي كل شيء له آية
تدل على أنه واحد
 لذلك أقول لا شك بأن الإيمان بالصانع الذي يخالطه التفكّر الصحيح يُثمر عنه نتاج فكري و علمي ما يبلغ بالأمم أعلاها بدليل عصر الإسلام الذهبي قبل قرون عدة حيث نبغ علماء المسلمين في الطب والهندسة والفلك و العلوم الدينية و الفلسفية .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق