أكون أو لا أكون
تسآلتُ في نفسي؟ بعدَ ما انهى حديثه
َمن علمك يا صغيري كيف تسكن دمعك المعلق في محجرِ عينيك لا يفيض و لا يغيض؟
مَن علمك كيف تخفي وتبدئ حزنك؟
مَن علمك الإنفراد كالمجتمع؟
مَن علمك الغياب كالحضور؟
مَن علمك الإبتعاد كالقرب؟
مَن علمك يا صغيري الفرق بين اللجوء و النزوح؟
كيف تفعل كل هذا و أنت لم تبلغ العاشرة ؟ أهكذا تصنع الحرب؟
يَبلُغ صِغَارُها قبل أوانهم.
كان ذلك بعد ما شاهدت التلفاز ذات مرة ليكون حظي أن أرى مشهداً يُثير عاطفتي و يلامس قلبي و يوقظ قلمي لينطق مُتسآلا.ً كان المقطع لأحد أطفال سوريا اللاجئين في مخيم الزعتري و بالرغم من أن الطفل يُمسك بين أهداب عينيه دمعه مترقرقة إلا أن نظرتهُ حادة و صارمة وتحمل الكثير من الأقوال كأنها تُعرّف بماهيته و بشخصه ويتحدث بطلاقه و حسن تعبير عن ما آلت إليه الحال مؤخراً. ما يعتقده الجميع عندما يرى الطفل أن ليس بيده حيله فما زال صغيرأما أنا فقرأت شئ آخر أثار إعجابي منذ الوهلة الأولى و أعلم في سريرة نفسي أنه ذات يوم سيبلغ من العلو ما لم يتوقع أحد و كأن عينيه تنطق قائلة دعكم من ليس و مازال فالأولى فعل جامد و الثانية فعل ناقص، و أنا لا أرضى بأن يُنظر إليّ بأني جامد أو ناقص
أنا (أكون أو لا أكون).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق