عودة غائب بلا ذكريات
قَبل عَشرِ سنوات بدأ شغفُ اللغة العربية وعلومها ينمو بداخلي في حين
كانت أول طالبة جامعية في الأسرة أختي الكبرى رحمة -وهي رحمةٌ من ربِّ العالمين- تدرس اللغة في تخصص البلاغة والنقد ، كنت أراها تقتني كتب اللغة والروايات و دواوين
الشِّعر و تتابع الأخبار الثقافية أختلس اللحظات لأطلع على أسباب مكوثها بين الكُتُب... تأثرت بها و بكتابٍ آخر أهدتني إياه جعلني أعرف كيف أعيش ، أذكر
أنه كُتيب ديني أنهيته في يوم واحد. حفظتُ
عشرين جزء من القرآن في سن مبكرة وأطمح بالإجازه برواية حفص عن عاصم على الأقل قبل
أن أفارق الحياة. كان ركام الكتب له أثر عظيم لأُقوّي من لغتي التي مازلتُ أراها متواضعة و ركيكة وسألت
نفسي يوماً! ما الذي
جعلني أقف عند هذا الحد من الشغف؟؟؟ و ما لذي جعلني أتوقف عن حفظ ألفية ابن مالك؟
و لما لم أُكملْ دراسة متن الجزرية ؟؟ شعرت بالحسرة و الأسى على نفسي وكيف أمضيت
مراهقتي ، ماذا سأروي لأولادي حين ألقاهم؟ لا ذكريات ولا مغامرات حتى أن جسدي لا يحوي
على ندبة واحدة تدل على طفولتي و مغامراتها. أذكرُ دفاتر كنا نشتريها في المرحلة
الابتدائية )اوتجراف) أو كما نسميها
نتبادلها مع الصديقات والمعلمات لكتابة شئ من الذكريات نهاية كل عام. الغريب أني كُنتُ أمزقها قبل انتهاء الصيف و كُنتُ أتخلص من كلَ نصوصِ
التعبيرِ و الإنشاءِ رغم روعةِ نسجها والسبب يا سادة قد خُفي بداخلي وضاعَ بين دهاليزِ حياتي لكن بين الفنية والفنية عندما أضجر من الدراسة أعود لبعض أبيات الشعر أقرأ للإمام
الشافعي رحمه الله أو أعود بالتاريخ إلى الوراء و أغرِفُ غُرفة من علوم الأدب العربي أُمسك
بقصة أو رواية أو ابحث عن مولونج اجتماعي المهم أن أسقي شغفي الذي قد قست سيقانه
وتساقطت أوراقه. سألتُ نفسي و أنا في مطلع العشرين أما آن لي أن أُكملَ المشوار؟ أشعِلُ
شُعلةً لا تنطفي و أكملُ بها دربي
بالطبع لم يفت الأوان خطوة جرئيه نعاود فيها
الكَرّة وهأنتم تقرؤون لي الآن
أنت أيضا قم فابحث عن شغفك وحال ما تجده لا تفرط
فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق