الاثنين، 26 أغسطس 2019

لحظات عابرة

‏١٤٤٠/١١/٢٢
(بعد اجتيازي الاختبار الكتابي الأول لزمالة طب الأطفال)

‏كرسي المكتب انبعج، في البدء كان يأخذ دقائق ليعود لشكله المعتاد..
‏لم يعد بمقدوره فعل ذلك..
‏لعله تورط بي!
‏أيضاً أكواب الشاي نقشت أحفورة على سطح المكتب، وتركت بقعًا مثل دماء شُهداء باردة وصامدة للأبد... الأقلام مرتصة بشموخ تحكي مشاهد سقوط لا نهائي على الورق... سقوط لا ارتطام له، الأوراق مكنزة أقصى المكتب من جهة اليمين، وقد تلاحظ أخرى متناثرة على الأرض مثل جثث هامدة!
‏خلف المكتب، حيث النافذة.. أعدت تعليق ستارتي البيضاء التي سقطت.

‏١٤٤٠/١٠/٢٨ 
‏(قبل الاختبار بستة أيام

لم أعد أطيق الجلوس والمذاكرة.. عذراً أقصد المحاربة 
‏ أدرت الكرسي متجهة للنافذة؛ فأصدر صوت صرير كأنما هو صفارة إنذار لم تُعلن استراحة المحارب بعد.. 
‏تجاهلت الأمر 
‏الوصول للنافذة كان أشبه بعبور صحراء قاحلة سيراً على الأقدام... 
‏لم أستطع أن أتمالك نفسي... 
‏انهمرت دموعي، بكيت بصمت. 

‏١٤٤٠/٧/١٥
(بعد وفاة طفل الحضانة المجهول ذي الخمسة والأربعين يوماً

‏الأمر كله عبارة عن عبور، عبور مستمر لكل شيء
‏ أُناس، مشاعر وأشياء أخرى لا تكف عن العبور...
‏الفارق الوحيد...
‏هو لحظة إدراك هذا العبور ومعناه!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق