السبت، 24 سبتمبر 2016

حرب الكلمات

حرب الكلمات



أود أن أُسقِط كلَّ الكلمات التي  في جعبتي دون ذلك العناء الذي يتكرر في كل مرة، أود أن تصطف كلماتي يوماً بنفسها سطراً تُلوَ الآخر دون أن تنزل نازلة من النوازل!! 
وما أدراكم ما النوازل!؟ 
الكثير و الكثير من الأسئلة التي لا تلبث أن تقطع حبل أفكاري و تبدد غيوم ذهني التي أوشكت أن تُمطرَ أبياتاً و نثرا. 
أو على الأقل سطورٌ معبرة! 
تتضافر الاسئلة كل منها يتبع الآخر ... 
ماهو العنوان؟ كيف هو بيت
القصيد؟ هل يُوائم المقال المقام؟  
هل السجع و البديع بلاغيتان؟
 وكيف لك ألا تزنِ الشعر على بحره الصحيح؟ 
انتظري لم تنتبهي للشكل والضبط
بل لديك خطآن إملائيان 

تباً 
لن أكتبها من كلمات 

وهكذا هي الحال

 حتى تندلع ثورة مولدةً 
(حرب الكلمات ضد النوازل) 
فأما أن تنتصر الكلمة فيُسفر عنها عبارات وجدانية كما يحصل الآن 
أو تكون الغلبة للنوازل فتعود النفس منقلبة على أعقابها تحاول لمَّ شتات أمرها و تُآزر بعضها البعض قبل أن تعزيها في الأفكار المقتولة والكلمات المفقودة والعبارات التي وقعت أسيرةً لأحد النوازل. 
ومن ثم تطيب النفس عن الكاتبة إلى ما شاء الله لها  فتتخذ من الصورة عبرة أو تسرق من لحظةٍ كلمة 
تعوض بها المفقود، وتَجبرُ المكسور. 
والحروب ياسادة ليس لها نهاية متى ما أُعلنت البداية!  
ولكل قاعدة شواذ 
ولنا أن ندعوا الله أن يعمّ
 السلام بين النوازل و الكلام. 

السبت، 3 سبتمبر 2016

الفلسفة و الحياة

الفلسفة والحياة

الفلسفة في الأصل فعل مبني على التأمل يأتي بعده التحليل والنقد ثم الاستنتاج، وهي لا تقتصر على جانب واحد، بل تشغل حياة الإنسان برُمتها، فالفلسفة في فعلها الفكري ملازمة لحياة الإنسان الفردية و الاجتماعية والإنسانية. يقول الفارابي في تعريف "فيلا صوفيا" لغةً: أنها كلمة مشتقة من اللغة اليونانية مكوّنة من شقين "فيلا" و تعني الإيثار، "صوفيا" وتعني الحكمة، ويعود أصل أول استخدام لكلمة فيلسوف بمعناها (محب الحكمة) أو (الحكيم) إلى الفيلسوف فيثاغورس. وفي الاصطلاح ذهب كل فيلسوف في التعريف حسب مذهبه.
 وبالرغم من أن الفلسفة ضرورة عصرية في المناهج العلمية إلا مازال هناك جهل بأصولها و منهاجها بل أن البعض يراها لا تساوي علم اليقين. يقول الدكتور جيلالي بوبكر في فيلوبرس مجلة الفلسفة والإبداع أن الفلسفة تنمي القدرة على المشكلة و البرهنة، كما تنمي القدرة على القراءة والفهم والتعبير والاستدلال الصحيح، بالتالي يستطيع الشخص النقد وإصدار الأحكام واتخاذ المواقف، وهي ترفع من مستوى وعي المتعلم لذاته ومحيطه.
و هذه الأيام نرى أن الإيمان والعقل أو (الدين والفلسفة)  واقعتان تحت صراع فكري يزداد حدةً بازدياد التيارات المتحيزة لأحد الشقين، بالرغم من أنَّ هناك ثمانية عشر موضعاً في القرآن الكريم حثَّ فيها الله سبحانه وتعالى إلى التفكّر و التأمل- واللذان هما أصل الفلسفة كما ذكرت آنفاً- في صِيغ و مواضع مختلفة.  
وعليه أقول أنها دعوة ألهيه إلى تجريد الفكر والغوص بالخيال وتصوّر الأبعاد الكونية وغيرها بزوايا مختلفة، ولو لم يكن للتفكّر ما يعود بالنفع على الإنسان لما حثنا الله سبحانه وتعالى عليه.
 و كما قال الشاعر:
وفي كل شيء له آية
تدل على أنه واحد
 لذلك أقول لا شك بأن الإيمان بالصانع الذي يخالطه التفكّر الصحيح يُثمر عنه نتاج فكري و علمي ما يبلغ بالأمم أعلاها بدليل عصر الإسلام الذهبي قبل قرون عدة حيث نبغ علماء المسلمين في الطب والهندسة والفلك و العلوم الدينية و الفلسفية .



شاعرة أم ساحرة

شاعرة أم ساحرة

ألم أُحذِركَ من غدرِالشاعراتِ؟
فأقلامهنّ كعصا الساحراتِ
يُليقن عليك بها شيئاً من التعويذاتِ
فتغدو لا مُفّرِقاً بين صباحاتكَ والأُمسياتِ
تلطمُ الخدين،،،،،،،تشقُ الجيوب
كالنساء الثاكلاتِ
*************
أخبرتُكَ يوماً!!
أنهُنَّ في الخيرِ كالأينابيع الصافياتِ
أنهُنَّ في الشّرِ كتمرد الكاهناتِ
في علوهنَّ كالجبال الشامخاتِ
في إنكسارهنَّ كالبتلات الذابلاتِ
 في جبروتهنَّ صواعق السماواتِ
في ضعفهنَّ كالعجائز الواهناتِ
************* 
ويلك ثم ويلك 
جزاءُ مَن يثقُ في وهم الكلماتِ
فسقطت في هوّةِ سحرالعباراتِ
ولم تلتقطك الأيادي الناعماتِ
بل مازادتك إلا ضياع و شتات

 

الخميس، 25 أغسطس 2016

أكون أو لا أكون

أكون أو لا أكون





تسآلتُ في نفسي؟ بعدَ ما انهى حديثه
 َمن علمك يا صغيري كيف تسكن دمعك المعلق في محجرِ عينيك لا يفيض و لا يغيض؟
 مَن علمك كيف تخفي وتبدئ حزنك؟
 مَن علمك الإنفراد كالمجتمع؟ 
 مَن علمك الغياب كالحضور؟ 
مَن علمك الإبتعاد كالقرب؟ 
مَن علمك يا صغيري الفرق بين اللجوء و النزوح؟ 
 كيف تفعل كل هذا و أنت لم تبلغ العاشرة ؟ أهكذا تصنع الحرب؟
 يَبلُغ صِغَارُها قبل أوانهم. 
كان ذلك بعد ما شاهدت التلفاز ذات مرة ليكون حظي أن أرى مشهداً يُثير عاطفتي و يلامس قلبي و يوقظ قلمي لينطق مُتسآلا.ً كان المقطع لأحد أطفال سوريا اللاجئين في مخيم الزعتري و بالرغم من أن الطفل يُمسك بين أهداب عينيه دمعه مترقرقة إلا أن نظرتهُ حادة و صارمة وتحمل الكثير من الأقوال كأنها تُعرّف بماهيته و بشخصه ويتحدث بطلاقه و حسن تعبير عن ما آلت إليه الحال مؤخراً. ما يعتقده الجميع عندما يرى الطفل أن ليس بيده حيله فما زال صغيرأما أنا فقرأت شئ آخر أثار إعجابي منذ الوهلة الأولى و أعلم في سريرة نفسي أنه ذات يوم سيبلغ  من العلو ما لم يتوقع أحد و كأن عينيه تنطق قائلة دعكم من ليس و مازال فالأولى فعل جامد و الثانية فعل ناقص، و أنا لا أرضى بأن يُنظر إليّ بأني جامد أو ناقص
أنا (أكون أو لا أكون).

الحفل الذهبي الثاني

كلماتي النثرية في الحفل الذهبي الثاني بكلية الطب بجامعةأم القرى




أشرقت الأرضُ بنورِ الرحمن

فتعالتْ أصواتُ مآذننا

بالشهادتين وحي الصلاةِ و الفلاح

لمن هو مرتقبٌ كلَ خيرٍ و نجاح

،،،،،،،

فيا كلية الطب

حقُ لك أن تفخري

فلتلبسي من البهجةِ ثوباً

ولترشي من الوردِ عطراً

ولتعزفي على الأوتارِ فرحاً

لأنك رمزاً للإنسانية والعطاء والنماء

،،،،،،،

اكتملت فرحةُ كُلِيَتنَا وترنمت فخرا

نعم هذا هو اليوم الذي يُكرَّمُ فيه ابنائي

ويزدادُ فخري واعتزازي

أشرفُ بقاع الأرض هي تاجي

و أشرفُ علم هو وسامي

،،،،،،،

عميد كليتنا د.أنمار دمت للخير

حباً و عطاءً و ازدهار

وكيل كليتنا د.هاني

أنت للإلهام خير منهل

وللعلم خير مقصد

ولا ننسَ جهابذة العلم

الذين يعطون فيُجزلوا

ومن الإخلاص يبذلون

،،،،،،،

تتزاحم الخواطر والكلمات

تريد بأن يكون لها السبق

في التعبير عنكم فتعجز

جُزيتم خيراً

أيها الأعزاء الكرام

ولكم منا وابلٌ

من الشكر والعرفان

والتقدير والاحترام

عودة غائب بلا ذكريات


 عودة غائب بلا ذكريات



قَبل عَشرِ سنوات بدأ شغفُ اللغة العربية وعلومها ينمو بداخلي في حين كانت أول طالبة جامعية في الأسرة أختي الكبرى رحمة -وهي رحمةٌ من ربِّ العالمين- تدرس اللغة في تخصص البلاغة والنقد ، كنت أراها تقتني كتب اللغة والروايات و دواوين الشِّعر و تتابع الأخبار الثقافية أختلس اللحظات لأطلع على أسباب مكوثها بين الكُتُب... تأثرت بها و بكتابٍ آخر أهدتني إياه جعلني أعرف كيف أعيش ، أذكر أنه كُتيب ديني أنهيته في يوم واحد. حفظتُ عشرين جزء من القرآن في سن مبكرة وأطمح بالإجازه برواية حفص عن عاصم على الأقل قبل أن أفارق الحياة. كان ركام الكتب له أثر عظيم لأُقوّي من لغتي التي مازلتُ أراها متواضعة و ركيكة وسألت نفسي يوماً! ما الذي جعلني أقف عند هذا الحد من الشغف؟؟؟ و ما لذي جعلني أتوقف عن حفظ ألفية ابن مالك؟ و لما لم أُكملْ دراسة متن الجزرية ؟؟ شعرت بالحسرة و الأسى على نفسي وكيف أمضيت مراهقتي ، ماذا سأروي لأولادي حين ألقاهم؟ لا ذكريات ولا مغامرات حتى أن جسدي لا يحوي على ندبة واحدة تدل على طفولتي و مغامراتها. أذكرُ دفاتر كنا نشتريها في المرحلة الابتدائية )اوتجراف) أو كما نسميها نتبادلها مع الصديقات والمعلمات لكتابة شئ من الذكريات نهاية كل عام. الغريب أني كُنتُ أمزقها قبل انتهاء الصيف و كُنتُ أتخلص من كلَ نصوصِ التعبيرِ و الإنشاءِ رغم روعةِ نسجها والسبب يا سادة قد خُفي بداخلي وضاعَ بين دهاليزِ حياتي لكن بين الفنية والفنية عندما أضجر من الدراسة أعود لبعض أبيات الشعر أقرأ للإمام الشافعي رحمه الله أو أعود بالتاريخ إلى الوراء و أغرِفُ غُرفة من علوم الأدب العربي أُمسك بقصة أو رواية أو ابحث عن مولونج اجتماعي المهم أن أسقي شغفي الذي قد قست سيقانه وتساقطت أوراقه. سألتُ نفسي و أنا في مطلع العشرين أما آن لي أن أُكملَ المشوار؟ أشعِلُ شُعلةً لا تنطفي و أكملُ بها دربي 
بالطبع لم يفت الأوان خطوة جرئيه نعاود فيها الكَرّة وهأنتم تقرؤون لي الآن 

أنت أيضا قم فابحث عن شغفك وحال ما تجده لا تفرط فيه.